Erbil 15°C الأحد 19 أيار 03:26

الأعرجي: الحكومة لا تؤيد التأثير الإيراني أو الأمريكي على صنع القرار الوطني

تدخل الدول الأخرى يشكل تهديدا آخر لاستقرارنا

زاكروس – أربيل

قال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، إن العراق لا يريد أن يكون ساحة للصراع بين الولايات المتحدة وإيران، وإن اللجنة العسكرية بين واشنطن وبغداد هي التي ستقرر مصير قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

أكد الأعرجي، في مقابلة مع "معهد كوينزي" الأمريكي، نُشرت اليوم الثلاثاء، أن العراق أصبح قادرا على التعامل مع التهديد الذي لا يزال تنظيم "داعش" يمثله، لكنه يحتاج إلى تعاون الدول الأخرى معه بشكل ثنائي.

حول التحديات الأمنية الكبرى التي تواجه العراق، قال الاعرجي إنه "منذ هزيمة داعش، أصبحت المخدرات الآن التحدي الأكبر بالنسبة لنا، وأن تدخل الدول الأخرى يشكل تهديدا آخر لاستقرارنا، كما يعتقد أن العراق لا ينبغي له التدخل في شؤون الدول الأخرى ويتوقع نفس الشيء من الدول الأخرى".

فيما إذا كان (الأعرجي) يشعر بالرضا عن دعم الجيران الإقليميين في قضايا مثل داعش وتهريب المخدرات، قال الاعرجي إن "المخدرات تمثل تحديا عالميا، ولهذا فإنها تحتاج إلى تعاون إقليمي ودولي، ليس مع جيراننا فقط، وإنما مع العالم أجمع، وهناك فعليا درجة معينة من التعاون، ولكن اعتقد إنه يمكننا أن نفعل المزيد لأن المخدرات تشكل تهديداً مشتركا لاستقرار ورخاء جميع البلدان".

أما عن مدى خطورة تهديد داعش وقدرة القوات العراقية على التعامل معه بمفردها، قال الأعرجي إن "معركتنا مع داعش هي بالدرجة الأولى معركة استخباراتية، والمعلومات المتوفرة لدينا هي أن داعش ليس لديه الكثير من المقاتلين في العراق، ولكن يجب أن نتعاون مع شركاء آخرين في تبادل المعلومات الاستخبارية، ومحاربة وهزيمة ما تبقى من مقاتلي داعش"، مضيفا "أعتقد أن التهديد الرئيسي هو 10 آلاف داعشي أجنبي، أي من دول مختلفة، بالإضافة إلى هؤلاء من العراق وسوريا".

 تابع مستشار الأمن القومي القول، إن مقاتلي داعش المتبقين في العراق "لا يمثلون تهديداً كبيرا للعراق، إلا أنهم ما زالوا يشكلون تهديداً، مؤكدا في الوقت نفسه أن "العراق قادر على مواجهة داعش بمفرده، لكنه يحتاج إلى التعاون مع الآخرين لتجفيف الدعم المالي والموارد الأخرى المقدمة لداعش"، مشيرا إلى أن بغداد وقعت في العام الماضي حوالي 23 مذكرة تفاهم مع الجيران ودول أخرى للتعامل مع داعش.

لفت الأعرجي أيضا إلى "التهديد الكبير" الذي يمثله مخيم الهول، مشيرا إلى أنه يستمر بتوفير المتطرفين لداعش، ولهذا يحث (الأعرجي) الدول على استعادة مواطنيها منه.

وردا على سؤال عما إذا هناك قلقا إزاء امتداد آثار حرب غزة على المنطقة واحتمال تصعيدها، قال الاعرجي إن مثل هذا الامتداد من غزة "سيؤثر على العراق والمنطقة بأكملها، وجرائم الحرب التي تحدث في غزة ستؤثر على استقرار المنطقة بأكملها، والإنسانية ترفض ما يحدث في غزة الآن، وإن سياسة التجويع والقتل وتهجير الناس، تؤثر على العالم أجمع"، مضيفا أنا اتساءل لماذا المجتمع الدولي غير قادر على وقف هذه الحرب، وما من أحد يستطيع أن يوقف التعاطف مع ما يحدث الآن للشعب الفلسطيني".

أضاف الأعرجي "اعتقد إنك تعرف عن طيار سلاح الجو الأمريكي الذي احرق نفسه حتى الموت بسبب غزة".

 بعدما سُئل الاعرجي عن التساؤلات المطروحة حول دور الميليشيات في هياكل الأمن الوطني، ولماذا لا يتم تسريحها ودمجها في وزارة الدفاع ووزارة الداخلية، قال "هذه الفصائل لا تعمل ضد الحكومة بل تدعم الحكومة الحالية، وبعضهم أدى دورا في هزيمة داعش في العراق".

 

أضاف قائلا "صحيح أنه لا يوجد إطار قانوني لوجودها في العراق، ومؤسساتنا الأمنية واضحة للغاية، والحكومة الحالية تبذل قصارى جهدها للسيطرة على الأسلحة الخارجة عن سيطرتها". لكنه تابع قائلا إن "هذه الفصائل تشكلت للمرة الأولى خلال احتلال القوات الامريكية للعراق، وأي دولة تشعر بأنها محتلة من قبل دولة أخرى سيؤدي ذلك إلى ظهور مثل هذه الفصائل المقاومة، وبعد انسحاب القوات الامريكية من العراق في العام 2011، كانت البلاد مستقرة مع القليل من المشاكل الأمنية الكبرى".

 استدرك قائلا إنه "عندما اجتاح داعش واحتل أكثر من ثلث أراضينا، تشكلت هذه الفصائل مجددا لهزيمة داعش، وما يجري الآن في غزة هو عذر لهذه الفصائل لكي تستأنف نشاطها، وهذا أمر محرج للحكومة لأنها تحاول بذل قصارى جهدها لمنع التصعيد".

وقال الأعرجي في المقابلة "نحن على تواصل معهم، وأنا اتحدث شخصيا مع هذه الفصائل، وإذا كان البعض منهم على استعداد للانضمام إلى قوات الأمن العراقية، فيمكننا العمل على ذلك معا"، مضيفا "إن استقرار العراق يعتمد على بقاء جميع الأسلحة تحت سيطرة الدولة والحكومة".

 في رد على سؤال حول انتقاد الولايات المتحدة عدم اتخاذ اجراءات بشأن الهجمات ضد قواتها، ولماذا يصعب القبض على المسؤولين عن الهجمات ومحاكمتهم، قال الاعرجي إن "هناك أوامر وتعليمات واضحة جدا من الحكومة باعتقال ومحاكمة كل من يؤدي دورا في مهاجمة الأميركيين، وقد جرى القبض على الذين هاجموا السفارة الامريكية واعتقالهم، ويجري أيضا اعتقال بعض الذين هاجموا المستشارين الأمريكيين في القواعد العراقية".

عندما سئل عما إذا كان الوقت قد حان لمغادرة قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة العراق أم أن هناك سببا مقنعا لبقائها، قال الاعرجي أن "بمقدور القوات العراقية مواجهة داعش والتحديات الأمنية الأخرى وهذا ما يدركه التحالف الدولي"، مضيفا أن "العلاقات بين العراق والتحالف الدولي ايجابية ونحن نتطلع إلى ابقاء هذه العلاقات ودية. ونحن أصدقاء وشركاء. وهم يتواجدون هنا لأننا طلبنا منهم أن يكونوا هنا، وبعد عشر سنوات من حق العراق أن يعيد تقييم شروط هذا الوجود. وهناك لجنة تنسيق عليا عراقية أميركية ستقوم بتقييم تواجد الامريكيين والتحالف في العراق".

تابع الاعرجي القول "نحن في انتظار نتائج هذه اللجان وبناء على التقارير سنتخذ الاجراءات اللازمة"، مضيفا أن "العراق يريد إقامة علاقات ثنائية منفصلة مع أعضاء التحالف الدولي، ولديه بالفعل اتفاق ثنائي مع الاميركيين، ونحن نتطلع إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول".

مضيفاً "نريد حقا أن يكون هناك تعاون ثنائي مع الولايات المتحدة وجميع أعضاء التحالف الآخرين".

جواباً على سؤال آخر بأن الأميركيين يبدون مهووسين بنفوذ إيران في العراق، وما إذا كان هذا قلق مبرر، قال الاعرجي وهو يضحك "وايران مهووسة بـ النفوذ الاميركي في العراق أيضا".

 وأضاف أن "وجهة نظر الحكومة العراقية هي إننا لا نؤيد التأثير الايراني أو الامريكي على عملية صنع القرار العراقي، ولدينا علاقات جيدة مع ايران والولايات المتحدة، لكن الصراع بينهما يؤثر سلبا على العراق، ونأمل ألا يكون العراق ساحة معركة بالوكالة بالنسبة لهم". وختم قائلا "اعتقد إن إعادة العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران سيساعد أيضا في العلاقة بين العراق والولايات المتحدة وسيؤثر على العراق بشكل ايجابي بشكل عام".

الأخبار العراق الشرق الاوسط

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.