Erbil 15°C الجمعة 17 أيار 11:45

مظاهر الاستياء من الوضع الراهن يعكسها المسؤول والمواطن كلٌ بطريقته

مظاهر التعبير عن حالة الاستياء والتذمر الشعبي

زاكروس عربية – أربيل

قد يكون من أكثر مظاهر التعبير عن حالة الاستياء والتذمر الشعبي شيوعاً اللجوء إلى الاحتجاجات والاعتصامات، لكن التعبير لا يأخذ دائما هذا الشكل المدني السلمي، فبعض طرق التعبير عن ذلك تنحو منحى تدميري للنفس وللمجتمع مع اتجاهها نحو الانفلات عن منظومة القيم والتحريض عليها.

طفت على السطح في المجتمع العراقي مؤخراً ظواهر عديدة اعتبرت غريبة عليه، لكنها لا تعدو أن تكون من صور الاحتجاج السلبية، بحسب خبراء في العلوم الاجتماعية، مثل تعاطي المخدرات، أو النزوع إلى الجريمة، أو الانتحار، والنزعات الجنسية الشاذة، والتطرف الفكري والمذهبي والعقائدي وكذلك نزوح الشباب إلى استعارة وتبني أفكار غريبة عن مجتمعاتهم كالإلحاد، وسواها.

وفي حين يعبر مسؤول عراقي عن استيائه من الظواهر المشار إليها ويدعو إلى التصدي لها، لكنه وغيره غفلوا حقيقة طبيعية وعلمية ثابتة وهي أن العِلل لها أسباب ليست من جوهر العلة وإنما انعكاس لها.

الفقر، يزعزع الثقة بالمستقبل، الاحباطات من أداء السياسيين، التمايز الطبقي، فقدان مقومات المواطنة والانتماء، جميعها علِل تجر وراءها سلسلة من المظاهر التي نصفها بالسيئة ونريد القضاء عليها دون القضاء على أسبابها.

وتتساءل المهندسة تقى العزاوي في تعليق، ما الذي يدفع الشباب إلى تبني أفكار إلحادية في مجتمع عرف بتدينه، لولا ما يراه من فشل مرير قادت إليه تجربة حكم بعض الأحزاب الدينية، ولولا ما يراه من مظاهر على رجال الدين وحياتهم وترفهم الباذخ وازدواجيتهم بين ما يعيشونه وما يدعون إليه. وترى العزاوي ان الإلحاد صار واحدا من صور الرفض.

ويؤكد خبراء وباحثون في علم الاجتماع أن من أهم الاسباب التي تدفع الشباب إلى تعاطي المخدرات، عدم وجود شيء نافع يمارسه كعمل أو هواية أو أي من صنوف الابداع وتحقيق الذات.

ويؤكد هؤلاء أن اللجوء لإشباع الغرائز خارج سياقها الطبيعي، لن يكون مبرراً ومنطقيا لو كانت الأمور سليمة وأن يتاح للشباب تأمين حياة اجتماعية وتكوين أسرة.

تصريحات كثيرة لمسؤولين عراقيين ينطبق عليها حالة الاستفزاز التي تدفع إلى ردة فعل عكسية، كالمسؤول ورجل الدين الذي يدعو في خطاباته العائلة العراقية ذات الدخل المحدود للمعيشة بمبلغ مئة ألف دينار ينفق جانبا منها على كارت الشحن وأن يتخلى عن شراء النستلة.

مسؤول آخر يعد المواطنين بستة دولارات شهريا بديلاً لحصته التموينية..

وبعد هذا، ما الذي يجبر الشباب للمعيشة في بلد مستعد أن يوفر للاجئين الأجانب السكن والراتب دون أبناء الوطن..؟!

أي قانون ينوي مجلس النواب إصداره بهذا الشأن كفيل بأن يجعل المواطن يكفر بوطنه، وأن يبحث عن بديل.

تقرير: كمال بدران

العراق

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.