Erbil 15°C الأربعاء 24 نيسان 07:31

انتفاض قنبر لزاكروس: إيران تريد محو تاريخ الرئيس بارزاني والشعب الكوردي

تعتبر صمود الشعب الكوردي خطراً استراتيجياً عليها

زاكروس عربية- أربيل

أكد رئيس مؤسسة المستقبل في واشنطن  الدكتور انتفاض قنبر، أن محاولات طهران تشويه سمعة الشعب الكوردي وقياداته، تنبع من مشكلة ذات جذور عميقة لدى القيادات الإيرانية، فهي تعتبر صمود الشعب الكوردي وتطلعه إلى حياة متحضرة وعلاقات متميزة مع الخارج، خطراً استراتيجياً عليها،  وتريد أن تعاقب هذا الشعب عقوبة جماعية"، مؤكداً أن التاريخ المشرّف للشعب الكوردي وبيشمركة كوردستان والرئيس بارزاني لن يمحى رغم كل الهجمات التي تستهدف تاريخهم".

قبل أيام عرض في إيران فيلم وثائقي حمل اسم (توكل)، يحاول الفيلم في مجافة للحقيقة أن يمنح دوراً كبيراً للقائد السابق للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في "حماية" عاصمة إقليم كوردستان، أربيل، من تنظيم داعش،

وقال قنبر خلال استضافته في النشرة الإخبارية لفضائية زاكروس عربية، مساء أمس الإثنين (25 كانون الثاني 2021)، إن "مشكلة إيران تبدأ من إسقاط القوات الأميركية لنظام صدام حسين، الأمر الذي أحرج نظام ولاية الفقيه الذي فشل في إسقاطه بشتى الوسائل ولعشرات السنين مع الأحزاب التابعة لها".

مبيناً أن ذلك "شكل مشكلة أيديولوجية مستعصية لديها".

وأضاف قنبر "ما إن حلّت قضية داعش، حتى سارعت إيران لاستغلالها، وحاولت محو آثار 2003 ومن شارك في إسقاط نظام صدام، وخاصة الكورد، كتصفير للتاريخ، وتنصيب نفسها المنقذ الأوحد للعراق".

وبيّن قنبر كدليل على ذلك أن "الميليشيات إلى الآن لم تصف نظام صدام بالسوء، بل على العكس، هناك من يمدح به بشكل مباشر أو غير مباشر ويؤمنون أن مجيئهم إلى الحكم بمحض الصدفة، بمنأى عن الهجوم الأميركي والمعارك التي دارت لإسقاط صدام"، مضيفاً "وهذا لصعوبة موقفهم، لأنهم حاربوا وقاتلوا القوات الأميركية التي حررتهم من الدكتاتور وأتت بهم إلى السلطة".

وتابع " بينما الشعب الكوردي يعترف بفضل أميركا والتحالف في إسقاط النظام الدكتاتوري في العراق وهو ممتنٌ بشكل صحيح ومؤدب".

وأردف قنبر" هذه التراكمات أزعجت الإيرانيين، ويريدون محو تاريخ الشعب الكوردي وتاريخ الرئيس مسعود بارزاني، الذي قارع الدكتاتورية لعقود من الزمن، وشارك في إسقاطها، لذلك يريدون محو عار فشلهم في إسقاط صدام حسين الذي أسقطته أميركا".

وأشار إلى أن "الهجمة ستستمرّ لمحو هذا التاريخ"، مؤكداً أن " التاريخ لا يمحو".

فيما أشار إلى أن "احتفاظ حكومة إقليم كوردستان بالصداقة الاستراتيجية والتحالف مع الغرب ومع أميركا، ومحاربتها للإرهاب، تثير العداء الإيراني تجاه الشعب الكوردي والديمقراطي الكوردستاني بشكل خاص والرئيس بارزاني".

معللاً ذلك بأن "إيران تعتبر أي تقارب أو حلف مع أميركا  عداء لإيران من منظورها"، مبيناً أن "هذه الغطرسة جعلتهم يحاولوا الهيمنة على أربيل وجعلها مثل بغداد تحت سطوتهم وتحركها بالريموت كونترول".

وأكد قنبر أن "الشعب الكوردي يرفض ذلك قطعاً، والرئيس مسعود بارزاني معروف بتاريخه السياسي الطويل، في اتخاذ قراراته حتى(التحالف مع العدو ومحاربته)، فهو يتخذها بناءً على مصالح محسوبة وليس بناءً على انبطاح أو عمالة لدولة أخرى"

واستذكر قنبر أحداث 16 من أكتوبر في كركوك، مفصحاً عن موقفه آنذاك "أكدت للأميركيين أن المعركة ليست بين أربيل وبغداد، إنما هي معركة أربيل مع طهران"، مؤكدا أن الأميركيين أبلغوه لاحقاً أنهم" تراجعوا فيما بعد وأخبروني أنهم بعد التدقيق في المعلومات الاستخباراتية تيقنوا أن قاسم سليماني كان يجلس في غرفة العمليات ويدير معركة احتلال كركوك ضد البيشمركة الكورد".

ووجه بنداء الى الشعب العراقي قائلا: " إذا كنتم تريدون أن تأخذوا كركوك من الكورد ولاءً للعروبة، فهذه خارج نطاق أحداث كركوك، لأن قتالكم ضد البيشمركة، هو دفاع عن مصالح إيران وليس عن بغداد والعرب".

وبشان النصر على داعش والدور الإيراني قال قنبر: إن "للعراق فضل كبير على إيران في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، ولا منة ولا فضل لإيران في ذلك، ولولا البيشمركة والجيش العراقي الذين قاوموا بدمائهم واشتروا السلاح بأموالهم، لوصل التنظيم إلى الحدود الإيرانية".

أما  عن شحنتي سلاح تدعي إيران أنها  أمدت العراق بها أثناء محاربة داعش قال قنبر: "وماذا عن الذي قدمته أميركا، والقوات الجوية للتحالف من 11 دولة، أنها تضاهي ما تزعم إيران أنها قدمته، ولا يشكل شيئا أمامه"، مضيفاً " لدي معلومة مؤكدة أن حكومة المالكي دفعت لإيران مبلغ (600) مليون دولار ثمن شراء أسلحة".

وأردف قنبر إنه " لولا القوة الجوية الدولية بقيادة أميركا، لما كان هناك انتصار على داعش".

وعن الضغوطات التي تمارسها طهران على الإقليم عن طريق وكلائها عبر قانون الموازنة العراقية لعام 2021 قال قنبر إن "إيران تعتبر صمود الشعب الكوردي وحبه للتطلع لحياة متحضرة، وعلاقاته الخارجية المميزة مع الغرب، والولايات المتحدة،  خطراً استراتيجيا عليها وتهدف إلى معاقبة الشعب الكوردي عقوبة جماعية".

يذكر أن الفيلم الإيراني (التوكل على الله) يعرض أحداثاً ملفقة بعيدة عن الحقيقة والواقع، حيث يعرض أن الرئيس بارزاني "يستنجد بسليماني في اتصال هاتفي لصد خطر التنظيم"، وينتهي الفيلم بهبوط طائرة ينزل منها أشخاص على أنهما سليماني وأبو مهدي المهندس وعسكريين آخرين في أربيل.

وبعد اعتراض رسمي من حكومة إقليم كوردستان على محتوى هذا الفلم الذي اعتبرته مسيئاً، وتسلميها احتجاج رسمي إلى القنصلية الإيرانية في أربيل قال القنصل الإيراني في أربيل، نصر الله رشنودي، إن الفيلم لا يعكس الموقف الرسمي لبلاده، وأن قاسم سليماني كان يكن احتراماً كبيراً للقادة الكورد، كما أن لدى إيران علاقات تاريخية معهم.

وأضاف أن "السلطات الإيرانية تحقق بشأن الفيلم، وأن الرئيس مسعود بارزاني، يعرف موقفنا الرافض لهذا الفيلم"، على حدّ قوله.

كوردستان

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.