مراسلة زاكروس في لبنان: بيروت باتت مدينة منكوبة والشعب فقد الثقة بالحكومة ومؤسسات الدولة

زاكروس عربية - أربيل

قالت مراسلة زاكروس عربية في لبنان فابيان عون إن الشعب اللبناني فقد الثقة بالدولة ومؤسساتها وبالحكومة، وأنه بلغ من اليأس درجة مطالبة آلاف من أبناءه بعودة الانتداب الفرنسي، وسط تحول بيروت إلى مدينة منكوبة.

أضافت المراسلة في حديث عبر شاشة زاكروس عربية، الخميس (6 آب 2020) أنها كانت "قريبة جداً" من موقع الانفجار الذي وقع في ميناء بيروت، خولال لحظات الانفجار تحولت بيروت إلى ركام من الدمار والخردة، وامتلأت الشوارع بالجرحى والعديد من أشلاء القتلى، وباتت المدينة منكوبة بحاجة إلى كل دعم.

شددت المراسلة أن الشعب اللبناني "لم يعد بمقدوره أن يحتمل" فقد بلغ عدد القتلى 150 شخصاً  قابل للارتفاع والجرحى أكثر من 5 آلاف مع عدد كبير من المفقودين بالإضافة إلى آلاف المشردين بدون مأوى.

كذلك أشارت إلى أن الحديث كان يتجدد كل فترة في لبنان حول العنبر رقم 12 وأنه يحوي مواد قابلة للانفجار في أي لحظة، وقبل حدوث الانفجار "لم يكن هناك أي تحذير من حريق أو انبعاث مواد سامة  أو إغلاق للطرقات، الأمر حدث فجأة وتسبب بدمار هائل".

عن المساعدات التي وصلت إلى بيروت قالت عون "هي إبرة انعاش، إلا أن مبادرة الرئيس الفرنسي ماكرون بزيارة لبنان وتفقد مكان الانفجار أنعشت آمال الشعب وفتحت لهم نافذة أمل في التعافي من تداعيات الحدث، مع تأكيده خلال الزيارة على اشتراط المساعدات بالإصلاح وحصرها بيد الجمعيات المدنية الغير حكومية دون تسليمها للحكومة، كما تمكن من جمع الفرقاء السياسيين اللبنانيين على طاولة واحدة ليطالبهم بالإصلاحات ويقطع عليهم الوعد بذلك".

نوهت المراسلة أن هناك حديث في الشارع اللبناني "بأن تغييراً سياسياً كبيراً سيحدث عما قريب، وأن ماكرون جاء وبيده ورقة ضغط قوية تمكنه من فرض شروط على القوى السياسية في البلاد، والشارع ثمّن لفتة ماكرون باحتضان سيدة من عامة الشعب والاستماع إليها في الوقت الذي امتنع عن مصافحة السياسيين".

من جانب آخر ، أصدر البنك المركزي قراراً بتجميد أرصدة سبعة مسؤولين حكوميين بينهم المدير العام للمرفأ، حسن قريطم، وأصدرت السلطات القضائية أمراً بمنعه وآخرين من السفر إلى خارج البلاد وتم تشكيل لجنة لتحديد أسباب الانفجار والمسؤولين عن ذلك، إلا أن الرئيس الفرنسي طالب بلجنة تحقيق دولية, وفق ما تحدثت به المراسلة.

فيما وعد رئيس الحكومة اللبنانية بإجراء "تحقيق شفاف" في الحادثة ومنح اللجنة المكلفة خمسة أيام للخروج بنتائج وتقرير، إلا أن الشعب اللبناني "فاقد الثقة بمؤسسات الدولة والحكومة وبلغ من اليأس أن قدم أكثر من 35 ألف شخص عريضة تطالب بعودة الانتداب الفرنسي إلى البلاد" وفق ما نقلته المراسلة من انطباعات الشارع اللبناني.

هذا وأوقفت السلطات اللبنانية 16 شخصا في إطار التحقيق في الانفجار الذي هز مستودع مرفأ العاصمة بيروت الثلاثاء. وذكر مصدر قضائي ومحطتان تلفزيونيتان محليتان أن المدير العام للمرفأ، حسن قريطم، ضمن المحتجزين. وقد قال البنك المركزي في وقت سابق إنه جمد حسابات سبعة أشخاص بينهم قريطم ورئيس الجمارك اللبنانية.