Erbil 15°C الجمعة 26 نيسان 06:32

فهد المصري لزاكروس: الشرق الأوسط الجديد سيقوم على ثقافة السلام مع إسرائيل والعيش المشترك

"عدة دول تحول بعض السوريون إلى مرتزقة للقتال خارج الحدود"
Zagros TV

زاكروس عربية - أربيل

شدد رئيس المكتب السياسي لجبهة الإنقاذ الوطني في سوريا، فهد المصري، على أنه "ليس هناك مفاضلة لدى السوريين بين مستعمر محلي أو مستعمر إقليمي أو دولي"، منوهاً أنها "ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها سوريا لتآمر قوى استعمارية، لكن التاريخ يشهد أن جميعهم سقطوا عند أبواب دمشق"، مشيراً إلى أنه "تم ترك إيران وأدواتها و روسيا وتركيا تتغول في المشهد السوري لإدخال كل الأطراف في حرب استنزاف".

المصري وفي حوار مطول أجرته زاكروس عربية معه وتنشر اليوم الأربعاء (5 آب 2020) الجزء الأول منه، أضاف أن إنهاء "مشروع النفوذ" الإيراني هو "اليوم المطلوب دولياً وإقليمياً"، مشدداً على أن المرحلة المقبلة ستكون انطلاق شرق أوسط جديد يقوم على ثقافة السلام مع إسرائيل والعيش المشترك"، داعياً إلى حرب تحرير شاملة" ضد الوجود الإيراني على الأراضي السورية، معلناً عن  دعمه" إطلاق حرب عصابات في كل المحافظات السورية وعلى رأسها دمشق وريفها"، مؤكداً في الوقت ذاته  "لو أردنا التفكير في نهاية حسن نصر الله، علينا أن نستحضر كيف انتهى المطاف بأسامة بن لادن".

كما شدد على أن الاتفاقيات والمعاهدات والعقود التي "أبرمها الأسد خلال الحرب، لا تملك أي أهمية قانونية"، وأن العلاقة بين إيران وسورية الجديدة "انتهت"، وأن المناطق التي خرجت عن سلطة الحكومة "تقوم المجموعات المسلحة وبألوانها المختلفة بممارسات وأساليب لا تقل بشاعة عن ممارسات عصابات الأسد".

في ملف المقاتلين السوريين لصالح أجندات إقليمية خارجية، قال رئيس المكتب السياسي لجبهة الإنقاذ الوطني في سوريا، فهد المصري، في ختام القسم الأول من اللقاء معه، إن "عدة دول تحول بعض السوريون إلى مرتزقة للقتال خارج الحدود، ما جعل منهم "قتلة مأجورين" وهو أمر نرفضه تماماً  ويؤلمنا وهذا يتعارض مع الأجندة الوطنية والأخلاقية.

فيما يلي النص الكامل للجزء الأول من الحوار:

زاكروس: يتحدث فيصل القاسم عن "تفاضل بين مستعمرين لبلدان عربية بينهم سوريا" على حد تعبيره، إلى مدى يمكن أن يكون "الاحتلال" هو نهاية لـ "الربيع العربي"؟

ليس هناك مفاضلة لدى السوريين بين مستعمر محلي أو مستعمر إقليمي أو دولي، الشعب السوري يبحث عن خلاصه وحريته واستقلاله وسيادته على كامل أراضيه.

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية اعتبرت القوى المنتصرة نفسها وصية على شعوب و دول المنطقة ولم تتخل عن طموحاتها بالهيمنة بهدف الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية.

صحيح أن هناك دولاً حصلت على الاستقلال لكن أغلب تلك الدول انتقلت من الانتداب المباشر إلى الوصاية غير المباشرة عبر الوكلاء.

في ثورات الربيع العربي يظن اللاعبون الكبار أن كل التفاصيل تحت السيطرة.

 هناك قضية غاية في الأهمية لا يمكن اليوم لهم تجاهلها وهي أن الحالة السورية وبفضل التضحيات والآلام  العظيمة قد خلقت حالة وعي وإعادة تقييم لكل القيم والمفاهيم والشعارات ولا يمكن إعادة تدجين الشعب السوري كالسابق.

اليوم نشهد بوادر ولادة نظام عالمي جديد وشرق أوسط جديد وعلى اللاعبين الكبار أن يدركوا أن المعادلة اختلفت وأنهم مجبرين على سماع أصحاب القضية والقبول بالمتغيرات العميقة التي نتجت.

سورية قلب العالم القديم والشعب السوري بالغ وراشد وصاحب تاريخ وحضارة، ولديه نخب وطنية قادرة على إدارة دفة السفينة بحرفية وإدارة التوازنات وتقاطع المصالح مع كل الأطراف.

صحيح أن الثورات بدأت لكن الربيع لم يأت بعد وكل الثورات في العالم تمر بمراحل متعددة لإفشالها من تآمر وخيانة وانتهازية لكنها تنتصر في النهاية وتحقق مطالبها .

ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها سورية لتآمر قوى استعمارية لكن التاريخ يشهد أن جميعهم سقطوا عند أبواب دمشق.
 

زاكروس: قوات "احتلال" متعددة الجنسيات اليوم على الأراضي السورية من الشمال إلى الجنوب، والحديث الدولي لا يزال يدور عن "حل سياسي" للوضع البلاد، كيف يمكن حل هذه المفارقة؟

هناك خمسة مشاريع تتصارع على النفوذ في سورية ومنطقة الشرق الأوسط، وهم المشروع الأمريكي ثم الإسرائيلي ثم المشروع الإيراني وأتى بعدهم المشروع التركي وأخيراً المشروع الروسي.

اليوم المطلوب دولياً و إقليميا إنهاء مشروع النفوذ الإيراني ويبدو واضحاً للعموم التطورات المناهضة لإيران في دول المنطقة. ثم سيأتي دور إنهاء مشروع النفوذ التركي والروسي و واهم من يظن أن ترك  النفوذ التركي والروسي يتمدد في كل الاتجاهات  إلا بهدف إضعافه واستنزافه.

المشروع الأمريكي والإسرائيلي يلتقيان في الكثير من النقاط والمرحلة المقبلة ستكون انطلاق شرق أوسط جديد يقوم على ثقافة السلام مع إسرائيل والعيش المشترك وما يطمح له القادة الإسرائيليون هو المصالح الاقتصادية المشتركة مع الدول العربية وتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي. 

كل الصراعات والأزمات والحروب تنتهي بحل سياسي، وكل القوى الأجنبية الموجودة على الأراضي السورية مصيرها أن ترحل، فهناك المتغيرات المحلية والاقليمية والدولية وأيضا مسألة التوازنات.

تم ترك إيران وأدواتها و روسيا وتركيا تتغول في المشهد السوري لإدخال كل الأطراف في حرب استنزاف، وكذلك الأمر عندما تم غض الطرف عن توافد آلاف المتطرفين والإرهابيين ومن جميع أصقاع الأرض إلى سورية بهدف تجميعهم في بقعة واحدة ومن ثم القضاء على السواد الأعظم منهم.

علينا أن نعود بالذاكرة نحو الوراء ونتذكر كيف كان حزب الله يمتلك شعبية كبيرة لدى السوريين وشعوب المنطقة، وأن الكثيرين كانوا يضعون صور حسن نصر الله في بيوتهم ومحلاتهم وسياراتهم، ولكن أين هي صورة وشعبية حزب الله اليوم؟ ولو أردنا التفكير في نهاية حسن نصر الله علينا أن نستحضر كيف انتهى المطاف بأسامة بن لادن.

أغلب الشعوب العربية والإسلامية كانت مخدوعة بإيران و أدواتها من حزب الله إلى حركات حماس الجهاد وغيرها ولم تكن تدرك ماهية العلاقة العميقة بين إيران وجماعة الإخوان المسلمين.

لم يكن لدى الشعب السوري أي مشكلة مع المصالح الروسية في سورية، ولكن الروس زحفوا نحو حرب الاستنزاف عن سابق إرادة وتصميم ظناً منهم أن تدخلهم بهذه الطريقة البشعة سيحقق لهم مصالح وأهداف استراتيجية في سورية والمنطقة وأوروبا ويثبت تلك المصالح وهذا ربما صحيح ولكن على المدى القصير فقط.

واهم من يظن أن الولايات المتحدة والغرب عموماً سيترك روسيا وتركيا وغيرها تسرح وتمرح في سورية ودول المنطقة.

اليوم إيران وأدواتها تمثل الخطر الأكبر على الشعب السوري فهي لا تستهدف أرضه فقط بل تستهدف وجوده الإنساني  وهويته الدينية والثقافية والحضارية، لذلك فإننا ندعو كل السوريين إلى حرب تحرير شاملة ضد الوجود الإيراني على الأراضي السورية، ونعلن وندعم  إطلاق حرب عصابات في كل المحافظات السورية وعلى رأسها دمشق وريفها،  فأي مواطن سوري يمتلك الشجاعة يمكن أن يكون جندياً مجهولاً في هذه الحرب ويمكن لكل ثلاثة سوريين أن يشكلوا فريق عمل يخطط وينفذ لاستهداف الوجود الإيراني وهم ليسوا بحاجة لدعم مالي أو عسكري بل بالإمكانيات المتاحة فليس صعباً تصنيع زجاجة كوكتيل مولوتوف مثلا لاستهداف عربة أو دورية أو مقر وليس صعباً استهداف عناصر تتبع لإيران بأسلحة فردية أو الأسلحة البيضاء فهم يتجولون بحرية في الشوارع السورية وجلهم أهداف سهلة عندما يكون هناك تخطيط وتنفيذ ضمن مجموعات صغيرة.

نحن السوريون و بإمكانياتنا الذاتية والمحدودة يمكننا أن نحول وجود إيران وأذنابها على الأرض السورية إلى كابوس حقيقي. 

وقوع عملية أو أكثر في كل يوم كفيل بجعل الإيرانيين وأذنابهم من ميليشيات لبنانية وعراقية وفلسطينية وأفغانية وغيرها  يعيشون الجحيم. ونحن بدورنا وفي إطار حراس العهد الوطني سنشارك في حرب التحرير ضد الوجود الإيراني وأدواته بعمليات ميدانية نوعية.

دم المحتل الإيراني وأدواته حلال و مباح ومتاح وثاراتنا معهم طويلة.

زاكروس: عبر العديد من الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية طويلة الأمد، رهن النظام موارد ومؤسسات سورية إلى جهات أجنبية، ما مصير تلك الاتفاقيات إذا ما تغير النظام؟

لا تمتلك  الاتفاقيات والمعاهدات والعقود التي أبرمها الأسد خلال الحرب أي أهمية قانونية .

بالنسبة لإيران يمكن للولي الفقيه وأتباعه أن يصنعوا من تلك الاتفاقيات أحجبة وتعاويذ يضعونها تحت إبطهم لتقيهم من العين والحسد.

 العلاقة بين نظام الأسد ونظام الولي الفقيه علاقة عضوية وكانا أداتين في مشروع واحد عمره خمسون سنة وقد حقق كل النتائج وانتهى دوره وسقوط أحدهما يعني   بالضرورة سقوط الآخر.

كل ما أنفقته إيران وأدواتها سيذهب سراباً وكل ما اشترته من عقارات واستثمارات على الأراضي السورية سيذهب مع الريح وعلى قادة إيران التفكير جدياً وعملياً ومنذ الآن بآليات دفع و تسديد أكثر من 400 مليار دولار أمريكي للشعب السوري  كتعويضات عن شراكتهم في التدمير والتشريد والتهجير.

العلاقة بين إيران و سورية الجديدة انتهت. هناك دول متعددة  أخرى مثل روسيا أيضا عليها أن تعيد حساباتها من جديد إن أرادت فتح صفحة جديدة مع الشعب السوري.

زاكروس: بقدر ما أظهرت الثورة السورية وحدة حال وسط السوريين في التطلع إلى الحرية، أظهرت كذلك بشاعة قدرتهم على أن يكونوا نسخة مكررة من النظام مع سجل واسع في الانتهاكات وفشل في إدارة المناطق "المحررة". إلى أي مدى يمكن رأب الصدع؟

أولاً مصطلح "المناطق المحررة" مصطلح خاطئ و الأصح هو إطلاق مصطلح "المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام" وكان يجب منذ البدايات بعد أن قام النظام وحليفه الإيراني بعسكرة الثورة أن يكون دور الجيش السوري الحر باتباع أسلوب حرب العصابات بمعنى "اضرب واهرب"، وكان خطأ استراتيجي التمسك العسكري بمناطق سكنية فالنتيجة معروفة أن النظام وحلفائه سيقومون بتدميرها بل إن كثير من المناطق كان يخطط النظام لتدميرها للقيام بمشاريع اقتصادية وعقارية مختلفة وإجراء عمليات تغيير ديمغرافي للأهالي وبشكل خاص في ريف دمشق وقدم بعض قادة الفصائل ربما خدمات مجانية للنظام في تدمير تلك المناطق التي سيطروا عليها.

ثانياً في أي مجتمع وفي كل طوائفه وألوانه المجتمعية هناك نسبة بسيطة للغاية من اللصوص والقتلة والمجرمين وهؤلاء هم من يتصدر العديد من الفصائل وبعضهم تحولوا لأن يكونوا تجار دم ودين أيضاً، وبأجندات مختلفة ومنهم من يعمل لمصلحة أجهزة الأسد الأمنية أو دول أخرى وهؤلاء لا يمثلون الشعب السوري بالتأكيد .

علينا أن نتذكر حالة التكاتف المجتمعي التي حدثت في بدايات الثورة وكيف أن الكثير من الحالات أبرزت صورة مشرقة عن أصالة المجتمع السوري وهذا ما أرعب النظام وحلفائه لذلك كان من الطبيعي أن يصدر عفوا عن القتلة والمجرمين من السجون ويطلق سراح الإرهابيين والمتطرفين وشذاذ الآفاق من سجن صيدنايا وغيره وجل هؤلاء الإرهابيين والمتطرفين أصبحوا قادة فصائل خلال زمن قياسي وتصدروا المشهد العسكري وبنفس النسخة المشوهة تم الدفع بمن يشابههم لتصدر المشهد السياسي المعارض من مجموعات من انتهازيين ووصوليين وصيادي الفرص.

دون شك في المناطق التي خرجت عن سلطة النظام تقوم المجموعات المسلحة وبألوانها المختلفة بممارسات وأساليب لا تقل بشاعة عن ممارسات عصابات الأسد سواء في إدلب أو المناطق الأخرى.

زاكروس: يسجل اليوم على فئة من السوريين ارتضوا أن يكونوا "بنادق مأجورة" أو "مرتزقة" على طرفي نقيض، يقاتلون لصالح أجندات غير وطنية خارج حدود بلادهم، كيف يمكن معالجة هذا الملف بعد التغيير المنتظر للنظام؟

تحول بعض السوريون إلى مرتزقة للقتال خارج الحدود جعل منهم "قتلة مأجورين" وهو أمر نرفضه تماماً  ويؤلمنا وهذا يتعارض مع الأجندة الوطنية والأخلاقية.

من المؤسف قيام بعض الدول بمثل هذه الممارسات فهذا لا يخدم مستقبل العلاقة بين سورية الجديدة وتلك الدول.

محاولات بعض المرتزقة السوريين تبرير قبولهم للقتال خارج الحدود لأسباب اقتصادية أمر مرفوض بالمطلق وبكل الأحوال من سيعود حياً منهم لا بد أن يحاسب أمام القضاء لارتكاب جرائم حرب والانتساب إلى تنظيمات عسكرية غير سورية.

لذلك نحن ندعو كل من التحق للقتال خارج الحدود بإجراء مراجعة أخلاقية والعودة عن ذلك وهذا سيخفف دون شك من عقوبته في سورية الجديدة.

كما ندعو كل مواطن سوري التحق بفصائل مسلحة على الأراضي السورية مصنفة على لوائح التطرف والإرهاب بالانشقاق عنها والعودة للطريق الوطني ونحن نتفهم أن الآلاف من الشباب التحقوا بتلك التنظيمات لانعدام الحياة الاقتصادية وأن الظلم وانعدام الأفق للحل مع انعدام الحياة الاقتصادية أجبرهم على الالتحاق بتلك الفصائل.

نحن نعتقد أن القاتل والمجرم لا دين و لا طائفة له وكل من أجرم بحق الشعب السوري يجب أن يحاسب ومن أي لون مجتمعي كان.

سوريا

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.